القضيب، العضو التناسلي للذكور، يتألف من الجذع والرأس والجلد الذي يغطيه. تحت الجلد يوجد غلاف سميك، يتميز بمرونته ويحمي الهياكل الداخلية. في الجزء الداخلي من القضيب، هناك 3 أنابيب أو هياكل طويلة تشبه الأنابيب. تحت الجزء السفلي منها (الذي يواجه الخصيتين)، يوجد هيكل إسفنجي يمكنه استيعاب البول والسائل المنوي، ويمر من خلاله القناة التي تفرغ في البروستاتا ثم في المثانة. في الجزء العلوي من القضيب، توجد أنابيبان جانبيتان متجاورتان، تحتوي على شبكة كثيفة من الأوعية الدموية.
يمكن تقسيم انحرافات القضيب إلى نوعين. النوع الأول هو الانحرافات الخلقية، والنوع الثاني هو الانحرافات التي تظهر لاحقًا. السبب الدقيق للانحراف الخلقي غير معروف بشكل قاطع. أما السبب الثاني فعادة ما يكون نتيجة الإصابة بالإجهاد الميكروي، والتي تؤدي إلى تكون الألواح (لوحة بيروني).
الانحرافات التي تظهر لاحقًا (لوحة بيروني): يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب لظهور الانحرافات لاحقًا، بما في ذلك: الإصابة في القضيب، والتمارين المجهدة المزمنة، والعلاج بالحقن في القضيب المستخدم لعلاج ضعف الانتصاب، واستخدام جهاز شفط الهواء، ووجود أمراض النسيج الضام. تؤدي هذه الأسباب جميعًا إلى تكوين هيكل يشبه تصلب الكالسيوم في الأغشية الداخلية للقضيب، ويكون هذا الهيكل قابلاً للملاحظة باليد على شكل لوحة (لوحة بيروني). تظهر هذه الحالة عادة بين سن 40 و 60 عامًا. أحيانًا يمكن أن يحدث ألمًا أثناء الانتصاب. يمكن تشخيص المرض من خلال الفحص، ويمكن للتصوير بالأمواج فوق الصوتية الملونة للقضيب مساعدة في تحديد حجم اللوحة ووجود مشاكل في الأوعية الدموية في القضيب، وتقدير درجة الانحراف.
هذه الحالة التي لا يُعرف سببها بشكل واضح غالبًا ما تُلاحظ بعد بلوغ المراهقة. يلاحظ المرضى وجود انحناء في القضيب أثناء الانتصاب ويتم التوجه إلى الطبيب. ومع ذلك، يكون عدد المرضى الذين يبحثون عن المساعدة قليلاً بسبب الخجل. أسهل وأكثر الطرق فعالية للتشخيص هو أن يقوم المرضى بالتقاط صور للقضيب أثناء الانتصاب في المنزل بشكل مناسب. يجب أن تكون الصور من الجانب ومن الأعلى.
هناك فترة توقف طبيعية للمرض بعد بدء العلاج تستمر عادة حتى 18 شهرًا. لذا يتم الانتظار حتى انتهاء هذه الفترة قبل التخطيط للجراحة لضمان عدم فشلها، حيث أن الجراحة المبكرة قد لا تمنع الانحرافات التي قد تظهر لاحقًا. يمكن أن تمنع العلاجات الدوائية في المرحلة الأولية زيادة الانحراف في حوالي 50-60٪ من المرضى، وتقلل الألم أثناء الانتصاب بنسبة تصل إلى 90٪. يتم استخدام العلاج الدوائي عادة في الفترة الأولى للمرض التي تستمر لمدة 6 أشهر، وغالبًا ما يتكون من توصية بتناول عدة أدوية.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي في المراحل المبكرة، يُعتبر علاج الموجات فوق الصوتية الصادمة الموجهة إلى اللوحة (ESWT) بديلاً فعالًا لتفكيك اللوحة ومنع مشاكل الانتصاب. تم استخدام علاج الموجات الصادمة لكسر حصى الكلى لسنوات عديدة وأصبح منتشرًا في علاج هذا المرض. يمكن تنفيذ علاج الموجات الصادمة بمفرده أو يمكن حقن مادة PRP (P-shot) أو الخلايا الجذعية (SVF) أو إزاحة البيضاويات إلى اللوحة.